رسالة إلى وطني الحبيب الكويت
إلى: بلدي الحبيب الكويت.
من : مواطن مغترب مغرم بحب الكويت.
الموضوع: تغير الحال من حال إلى حال.
بالإشارة للموضع أعلاه، وأنا في غربتي كنت اتفاخر في أعرق الجامعات العربية وفي مدرسة العلوم السياسية العربية الأولى (جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية) بمستوى الحريات والقدرة على التعبير من غير خوف وبحرية كاملة يحسدنا عليها القريب قبل البعيد، كنت أتكلم وأطرح الآراء بصورة يستغربها زملائي، كنت أقدم العروض البحثية وأنا آتفاخر بالممارسات الديمقراطية التي جبل عليها المواطن الكويتي، واليوم اجد نفسي مذهولا ومتألما لم حدث في ذلك الوطني الحبيب، أدخل الكلية وأنا خافضاً رأسي من جراء هذه الأحداث وكأن كل من فيها ينظر إلي وأجد في نظراته الإستهزاء والسخرية وتساؤلات عن مصداقية ما كنت أطرحه عن هذا الوطن، فلا أحد يصدق مستوى الحريات والتقدم الذي نعيشة في الكويت قبل تلك الأحداث، كنت اتناقش مع أساتذتي من خلال مؤشرات دولية وأحرجهم بها وأثبت حجتي عليهم، ولكن اليوم كل هذا ذهب فماذا أقول الآن؟ هل أقول كنت ابالغ؟ هل أقول كنت في حلم؟ أم أقول تغير الحال من حال إلى حال؟
هل كرامات الناس عندما تنتهك تبرر بأوامر عليا؟ أي كرامة حرة تقبل ذلك؟ فعندما رأيت أستاذ جامعي متميز بعلمه يضرب بهذه الطريقة البشعه تساءلت غدا عندما أحصل على درجة الدكتوراة واطرح فكرة أو ممارسة خاطئة هل سأضرب؟ فما فائدة العلم الذي تعلمته اذا لم أستطيع ان أصلح خلل أو إنحراف.
وطني الحبيب الكويتي لا أجد إلا أن أواسيك وأقول إن بعد الكرب لفرج فلا تحزن سنعود كما كان الحال فالطبع غلاب وما هي إلا سحابه وستنجلي. ربي احفظ هذا البلد بما تحفظ به عبادك الصالحين اللهم آمين.
إبن الكويت
فيصــل المنـــــــــــــاور
القاهرة 16/12/2010م